مسرّعات النمو، بين الماضي والحاضر

0

مسرعات النمو Accelerator أو مسرعات الأعمال هي شركات تقوم بإدخال المشاريع الناشئة في المسارات التي يفترض أن تمر بها، وعادة تكون مع المشاريع الناشئة لتثبيتها في تلك المرحلة. حيث تقوم هذه الشركات بمنح تلك المشاريع برامج إرشادية وتوجيهية وبرامج للعلاقات العامة حتى يتمكنوا من الوقوف على أرجلهم في تلك المرحلة. كما يمكننا أن نطلق على تلك الشركات اسم مدرسة لريادة الأعمال.
بداية , كانت مسرعات الأعمال هدفها هو الأفكار فقط، كانت تستهدف الرواد أصحاب الأفكار لمساعدتهم على تحويل أفكارهم تلك إلى مشاريع واقعية وليست مجرد أفكار، حيث كان في ذلك الوقت أن تطلق شركة يعني تكلفةً كبيرة للغاية، كتكلفة خدمات الأستضافة والتخزين والمساحات المكتبية إلى آخره. كان الهدف الأساسي للمسرعات هو الخروج بنسخة تجريبية للنموذج الأوّلي وتسريع بناء المنتجات من مرحلة الأفكار.
كتب "بول جراهام" في عام 2008 مقال له بعنوان "How Y Combinator Started" كنموذج لتسريع الأعمال، حيث قال أن النموذج قام على استثمار مبلغ صغير أقل من 10 آلاف دولار في مشاريع تقنية صغيرة للطلاب خلال إجازتهم في الصيف كبرنامج صيفي طلابي في كامبريدج!
وقال جراهام أن هذا البرنامج أُنشئَ أساسًا لكي يتعلم فريق "Y Combinator" كيف يصبحون مستثمرين تأسيسيين بشكل أسرع، وليس من أجل أصحاب الشركات الناشئة.
أثبت هذا المفهوم أنه تجربة جيدة يتعلم منها المؤسسون كيفية الحصول على تمويل بشكل سريع، كان ومازال يعمل هذا المفهوم بشكل  رائع وهو عكس الحكمة الموجودة في نموذج الاستثمار المخاطر، والذي تقوم فيه باستثمار أموالك لسنوات ثم تدير محفظتك الاستثمارية بحكمة، آخذاً بعين الاعتبار أنّ بعض الشركات يمكن أن تكون جيدة كفاية لمضاعفة الاستثمار فيها.
تطور المفهوم العام :
أصبح نموذج مسرعات الأعمال عامل جذب لكثيرٍ من أصحاب المشاريع، حيث زاد التنافس للغاية بعد عدة سنوات من أجل دخول هذه النماذج، فالأمر ليس في التمويل فقط ولكن أيضًا فيما سيجنوه من قيمة مضافة مثل المرشدين والمجتمع الذي يضم أشخاصاً من خلفيات مشتركة. كما أن الانضمام لهذه المسرعات يزيد من فرص تلقي جولة تمويل تالية من مستثمرين تأسيسيين ومستثمرين مخاطرين خلال يوم العروض Demo Day، خصوصًا إن كان اسم المسرّعة بارزًا.
بعد ذلك أصبح الأمر يفوق قدرات المسرعات بسبب كثرة الصفقات، مما أجبرها على التركيز على التقني من الشركات الناشئة. بهذا لن تُدفع أجور للعاملين بدوام حر، ولكن سيتم الدفع للعاملين بدوام كامل مما سيساعد أعضاء فرق المشاريع الناشئة أن يتركوا وظائفهم والتفرغ لشركاتهم، أو توجيه الدفع لما هو ضروري من المصاريف. أصبح الأمر لزامًا على أصحاب المشاريع أن يكونوا قد بنوا شيئًا قبل تقديم الطلبات وبالتالي أصبحت المسرعات تسرع إطلاق المنتج.
تحول الأمر بعد ذلك بإختيار المشاريع ذات الشركاء المؤسسين أصحاب الخلفيات التقنية، والذين بنوا بالفعل منتجهم وأطلقوه وفي إنتظار عملية دخول السوق وملائمة المنتج له. وبالتالي أصبحت المسرعات في هذه المرحلة تقوم بتسريع الترويج للمنتج، هذا بالطبع بعد زيادة عدد المتقدمين وزيادة المنافسة المستمر.
والآن وبعد سنواتٍ قليلة، انخفضت الكلفة الناتجة من استضافة الشركات الناشئة عامًا بعد عام، وزادت القدرة للشركات الناشئة على الوصول لشركات البرمجيات والتي تساعد الشركات الناشئة على العمل بشكل أسرع وأذكى وأرخص، فأصبحت أفضل مسرعات الأعمال تستهدف الشركات الناشئة التي بنت منتجها وأطلقته وروجت له بالفعل وصارت جاهزة للتوسع. أصبحت تركز على تسريع النمو وتعليم المؤسسين طرق التوسع بسرعة. علاوة على أن قد ينتهي الأمر بصفقات استحواذ ,ويعتقد أن مسرعات الأعمال ستلعب دور المستثمر المخاطر في الفترة القادمة، بحيث تستقبل الشركات في مرحلة التوسع ويكون لدى الشركات استعداد لصفقات الاستحواذ.
ويعتقد أيضًا أن في المستقبل يمكن أن يكون لدى مسرعات الأعمال برامج منفصلة لكل من: ابتكار الفكرة، بناء المنتج، إطلاق المنتج، الترويج له، النمو، التوسع، وحتى أيضًا الاستحواذ! فيمكن أن يكون للاستحواذ برامج منفصلة تربط الشركات القابلة للتوسع مع مشترين محتملين.
نصائح خلال مرحلة الأفكار للرواد الجدد :
1- أصبحت التكنولوجيا عاملًا أساسيًا في الشركات، فيجب عليك أن يكون لك كرائد أعمال خلفية تقنية أو لك شريك ذو خلفية تقنية حتى يسهل لك الحصول على عمليات الدعم والتمويل والدخول لمسرعات الأعمال.
2- إذا كنت لا تعمل في مجال التكنولوجيا ولديك فكرة جيدة في هذا المجال، عليك تشكيل فريق يمتلك قدرات تقنية كافية لبناء المنتج وعليك الحصول على شركاء مؤسسين تقنيين.
3- إذا كنت مؤسسًا للمرة الأولى وتمتلك فكرة مشروع رائعة وليس لديك الخيارات الكافية لإطلاق شركتك ولا يمكنك التقدم إلى مسرعة أعمال فعليك بالآتي:
أ- قلل من النفقات واستفيد بأقصى حد من الموارد، بمعنى أنه عليك أن تبني منتجك وأنت موظف.
ب- أطلق منتجك حتى وإن كان تجريبيًا ولا تنتظر لحظة الكمال فلن تأتي، دع المستخدمين يجربوه، نعم قد يبدوا الأمر فوضويًا في البداية حيث لا يوجد خطة تسويق أو منتج واضح ولكن هذا أمر عادي، قم به فحسب.
ج- شارك قدر المستطاع في البرامج التدريبية وتعلم أونلاين أيضًا فهذا سيؤهلك أكثر مما تتخيل.
د- إذا كنت تريد الإنتقال للخطوة التالية وخوض غمار الأعمال، لكن ليس لديك ما يكفي من المدخرات لترك وظيفتك والتركيز على شركتك فيمكنك اللجوء للإستثمار مع الأصدقاء.
ه- استخدم هذه الأموال في بناء الشعبية الضرورية لمنتجك أثناء التقدم إلى مسرعة أعمال. الأمر يبدو صعبًا ولكن هذا خفف عنك المخاطر كثيراً من خلال الاحتفاظ بوظيفتك حتى الآن، ويعزز ثقتك بمنتجك أكثر، خصوصاً أنّه لديك الآن أرقام لإثبات الطلب على منتجك).
و- عليك البحث واكتشاف مسرعات الأعمال الموجودة بالفعل والتي من شأنها مساعدتك في نجاح وتثبيت مشروعك.
ز- أخيرًا هي العلاقات، فهي مفتاحك للنمو.

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق